tg-me.com/https3E/650
Last Update:
◉ أعينٌ ناظرة وقلوب غافلة!
من أشد ما يُقحِم النفس في قلقٍ لا طائل تحته، أن تُشغَل بما لا يُغني ولا ينفع، وتُساق إلى أبوابٍ لم تُفتح لها.
فالمرء حين يصرف أنفاسه في تتبع شؤون غيره، واستكشاف خفاياهم، إنما يُقصي روحه عن سكينتها، ونفسه عن راحتها.
ذلك أن الاشتغال بما لا يعني؛ لا يثمر علمًا نافعًا، ولا عملًا صالحًا، بل يُورث ضيقًا في العيش، وتبعثرًا في الفكر، وغفلةً عن المقصود الأسمى.
وفي هذا المعنى يقول الحسن البصري رحمه الله: (من علامة إعراض الله تعالى عن العبد، أن يجعل شغله فيما لا يعنيه).
فالاشتغال بما لا ينفع داءٍ خفي، يفتك بالقلوب وهي لا تشعر، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «من حُسنِ إسلامِ المرءِ تركُه ما لا يَعنيهِ». [أخرجه الترمذي وابن ماجه] فجعل ترك الفضول لا مجرد ورعٍ، بل دليلًا على حسن الإسلام، وكمال المروءة، ونقاء النفس.
والسعيد هو من نظر في قلبه فداواه، وفي نفسه فهذبها، وترك ما لا ينفعه لما ينفعه، واشتغل بعيبه عن عيوب الناس، وبصلاح باطنه عن تتبع ظاهر غيره.
فيا طالب السكينة…
اعلم أن من أول أبواب الفتح: أن تغلق خلفك أبواب الفضول، وأن تُنقّي قلبك من شواغل لا تزيدك قربًا ولا رفعة، وتيقن أن السكون هبةٌ لا تُعطى إلا لمن طهّر قلبه، واشتغل بما يرضي ربه وخالقه.
BY قناة د. عبداللطيف التويجري
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/https3E/650